مركز معلومات وأدوات لبناء روتين الحياة في زمن الحرب

مساعدة الأطفال على فهم الأحداث المخيفة

عند التحدث مع الأطفال عن مواضيع مخيفة، فمن المهم مساعدتهم في فهم ما يرونه ويسمعونه.
يُنصح بالسماح للأطفال أن يتحكموا في سير المحادثة، عن طريق سؤالهم: "هل رأيتم أو سمعتم شيء ترغبون في الحديث عنه؟" في كثير من الأحيان، كبالغين، نشارك الأطفال بمعلومات أكثر أو أقل مما ينبغي، بدلًا من إعطائهم المعلومات التي يحتاجونها ليفهموا ما رأوه أو سمعوه.
قد يكون العالم مكانًا مخيفًا بالنسبة للبالغين، وبالتأكيد بالنسبة للأطفال الذين لم يُطوروا القدرة العاطفية والعقلية على فهم الأحداث المخيفة عند حدوثها. على الأرجح أنهم يستوعبون بأن أمرًا كبيرًا قد حدث من خلال ما يرونه أو يُدركونه من حولهم. في هذه الظروف الصعبة، قد يحتار الأهل والمشرفين على الرعاية فيما يتعلق بكيفية مساعدة الأطفال على فهم ما يحدث.

إليكم بعض النصائح لمساعدتكم في حال كنتم بحاجة الى شرح مواضيع صعبة للأطفال:

  • يجب تقييد تعرضهم للمعلومات الصعبة والتي لا لزوم لها. على سبيل المثال، انتبهوا وضعوا حدًا لتعرض الأطفال لوسائل الإعلام، التي كثيرًا ما تُعلن عن معلومات صعبة ومخيفة، مع صور لا يمكن للأطفال فهمها أو تخيفهم.
  • لا يجب تهدئتهم بوعود خيالية أو التظاهر بأن الحادثة لم تحدث. عندما يكتشف الأطفال أمرًا مزعجًا أو مخيفًا، يجب الاعتراف بهذا من أجل خلق تفاهم متبادل. لا ينبغي على البالغين الكذب على الأطفال بشأن ما حدث، حتى لو بنية "حمايتهم". أيضًا في الظروف شديدة الصعوبة يجب إخبار الأطفال بالحقائق الأساسية لما حدث. عند إخفاء معلومات مهمة عن الأطفال أو مغالطتهم، فقد يشعرون بنقص الثقة ويشكون بأن الوضع أكثر سوءًا مما هو في الواقع. يجب أن نشرح للأطفال إذا ما كانت الحادثة ستؤثر على حياتهم اليومية، وكيف سيتجلى تأثير الحادثة. 
  • يجب اختيار ما سنشاركه معهم بعناية وفقًا لما رأوا أو سمعوا وتقديم المعلومات للإجابة عن الأسئلة المحددة التي لديهم. لا تفترضوا فرضيات بشأن ما يعرفه الأطفال وما لا يعرفونه. كبالغين، يمكننا أن نبدأ الحديث بجملة مثل "لقد رأيتك تشاهد الأخبار عن أوكرانيا. لقد عرضوا صورًا لدبابات تتجول في الشوارع. أردت أن أسألك ما رأيك بهذا الأمر أو هل تريد أن تطرح أسئلة إضافية". عندها يمكن للأطفال اختيار طلب المزيد من المعلومات أو لا. حتى وإن اختار الأطفال عدم معرفة المزيد، بإمكان الأهل والمُشرفين على الرعاية القول: "حتى وإن لم تكن لديك تساؤلات الآن، أريدك أن تعرف بأنه يمكنك طرح الأسئلة دائمًا. أخبار من هذا النوع يمكن أن تكون مُربكة ومخيفة حتى بالنسبة للبالغين".
  • يجب استخدام لغة واضحة ومناسبة للعمر. يجب أخذ جيل الطفل ومرحلة النمو بعين الاعتبار عند اتخاذ قرار بشأن كمية، نوع ودرجة تعقيد المعلومات التي سنتشاركها. على سبيل المثال، إذا أخبرنا طفلًا في جيل الروضة بأنه جده قد "ذهب" أو "ذهب للعالم الآخر"، فقد يرتبك. يُفضل أن نقول له: "لقد توفي جدك. هل تعرف ماذا يعني أن يموت الإنسان؟"
  •  من المهم أن نتذكر بأننا قد نضطر للحديث عن الموضوع عدة مرات. لا يُنصح بمشاركة كافة المعلومات في محادثة واحدة، خصوصًا عندما نتحدث مع أطفال صغار نسبيًا. سيساعدهم تكرار الحقائق على احتواء وفهم المعلومات التي تشاركونها معهم.
  •  أعطوا الأطفال مثالًا على كيفية التأقلم مع العواطف الجياشة (مثل الخوف، الكآبة، الغضب والحزن). ساعدوهم ليروا بأن البالغين أيضًا يشعرون بهذه المشاعر، ولكننا نتأقلم مع الخوف من خلال الكلام ومشاركة مشاعرنا مع الآخرين، بالقدر المناسب. يمكن مشاركة العواطف الجياشة أيضًا عن طريق ألعاب جسدية، رواية القصص، الموسيقى والأنشطة الإبداعية.
  • يُفضل تهدئة الأطفال من خلال المواساة الجسدية. في حالات التوتر، قد يشعر الأطفال – وخصوصًا صغار السن – براحة أكبر من خلال العناق والتواصل الجسدي، بالمقارنة مع الكلمات المهدئة.
    • من الجيد توجيه الأطفال الكبار نسبيًا الى وسائل الإعلام والى مصادر إخبارية موثوقة
    لإعطائهم المعلومات الدقيقة والتوجه إليهم بعد ذلك لمناقشة ما قرأوه أو رأوه أو الإجابة عن الأسئلة التي قد يطرحونها.
  •  قد يتوجه الأطفال بأعمار مختلفة الى مصادر مختلفة لتلقي المعلومات، كشبكات التواصل الاجتماعي، وقد تكون المعلومات التي يحصلون عليها متطرفة عمدًا أو غير دقيقة. بالذات الأطفال في سن المراهقة (12-18) وفي سن ما قبل المراهقة (9-12)، قد يتعرضون لمعلومات من مصادر غير موثوقة مما سيؤدي الى ارتباك أكبر.
  • يُنصح بالتفكير في استشارة المختصين في مجتمعكم، كرجال الدين، مزودي الخدمات الصحية أو المختصين بالصحة السلوكية، إذا كنتم بحاجة الى إرشادات إضافية بشأن مشاركة المعلومات الصعبة والمعقدة مع أطفالكم.

صعوبة النوم عند الأطفال في موقع الصحي صح

 

الرجوع الى الأعلى